خلت ضاحكة فخرجت جثة !
12/12/2014
مأساة كبيرة ان تدخل فتاة إلى إحدى المصحات الخاصة بصفاقس وهي تقود سيارتها الرياضية الخاصة ضاحكة لتجري عملية تجميلية لا تتضمن أيّة خطورة على صحتها وتخاطب والدتها بأن تعود إلى المنزل لتناول طعام الغداء ثم تأتي اليها في غرفتها بالمصحة بعد اجراء العملية لتواصلا الضحك والحديث استعدادا للمغادرة والعودة إلى المنزل... ثم تنطفئ فجأة ابتسامة الفتاة وتغلق عينيها إلى الأبد بل لا تخرج من قسم العمليات الجراحية وغرفة الانعاش الطبي الا جثة هامدة بقسم الاموات بالمصحة.
هي صدمة بوقع الصاعقة الكبيرة هبطت على قلب والدة رحمة الكحولي (رحمها الله) السيدة وردة بن عياد وكامل العائلة واصدقاء الهالكة الذين فقدوا في غفلة من الزمن وفي لمح البصر وعن غير موعد ولا انتظار فتاة غالية على قلوبهم... الحزن كان كبيرا وبحجم الجبال... الدموع تسيل مدرارا من المآقي والاسئلة الحارقة تعلقت بالبحث عما جرى وما سبب الوفاة وما الذي جعل عملية تجميلية بسيطة تنتهي بفاجعة كبيرة ورحيل فتاة في مقتبل العمر دخلت ضاحكة مستبشرة ولم تغادر المصحة الا جثة هامدة...
القصّة انطلقت في البداية برغبة الفتاة رحمة الكحولي وهي من مواليد 17 جانفي 1987 في إجراء عملية تجميلية لا تحمل أيّة مخاطر صحية واتصلت بأحد الاطباء المختصين وهو أخصّائي في جراحة التجميل وجراحة الوجه والفكين والحروق وتم الاتفاق على ان تكون العملية الجراحية بإحدى المصحات الخاصة بصفاقس وذلك بعد ظهر أول أمس. وفي حدود الساعة منتصف النهار و45 دقيقة من يوم الاربعاء ركنت الفتاة سيارتها الرياضية السوداء الجديدة بجانب باب المصحة ودخلت ضاحكة وطلبت من أفراد عائلتها أن يعودوا إلى المنزل لتناول طعام الغداء وأن يعودوا إليها في حدود الساعة الثالثة من بعد الظهر ليجدوها في غرفتها... الدقائق بعد الساعة الثالثة بدأت تمر... ثم مرت الساعات ثقيلة ولا خبر للعائلة التي كانت تترقّب وصول الفتاة إلى غرفتها... طال الانتظار اكثر وأخذ القلق يتربص بالنفوس ولا سيما الوالدة المكلومة لتبدأ الاجابات الاولى وهي ان رحمة تعاني من بعض المشاكل الصحية عقب الخضوع للعملية الجراحية وان الاطار الطبي يباشر حالتها... في حدود الساعة الثامنة ليلا تغيرت ملامح الطواقم الطبية لتطل من وجوههم علامات القلق... وهو قلق اصاب قلوب افراد العائلة في الصميم... فالعملية التجميلية البسيطة لم تعد كذلك... وحالة رحمة انقلبت 180 درجة لتصبح حالة خطيرة وبدأ توافد أطباء الإنعاش ليعاضدوا مجهودات الطبيب الجراح وبقية طاقمه... وازداد منسوب التوتر والقلق بنفوس الجميع والعائلة وطلب الطاقم الطبي أكياس دم وحقن تم جلبها وهي باهظة الثمن من مصحة أخرى بأمل انعاش وانقاذ الفتاة... ولكن مع حدود منتصف الليلة الفاصلة بين الاربعاء والخميس فارقت رحمة الدنيا وفقدت العائلة فلذة الكبد ومن قسم الانعاش الطبي تم نقل رحمة إلى غرفة الأموات بالمصحة...
اللافت قبل اجراء الجراحة التجميلية ان رحمة قامت بمختلف التحاليل الطبية المطلوبة قبل الدخول إلى قاعة العمليات الجراحية وكلها تحاليل سليمة ولم تحمل أيّة مؤشرات خطورة...
بحثت العائلة المكلومة عن سبب الوفاة وكانت الاجابة وجود نزيف وعدم تخثر الدم الذي واصل السيلان رغم التعاطي معه بمختلف العقاقير المطلوبة ورغم استعمال اكياس دم اضافية... كان صعبا على العائلة ان تصدق الموت فابنتها كانت بصحة جيدة ولا تعاني من أيّة متاعب صحية وتحاليلها سليمة وهذه الجراحة التجميلية لا تحمل أيّة خطورة...
صدمة ودموع وذهول
كانت الصدمة كبيرة جدا على أفراد العائلة والاصدقاء الذين توافدوا على المصحة الخاصة وكلهم يبكون رحمة ويتساءلون عما جرى لها لا سيما أنهم لم يتمكنوا من التحدث إلى الطبيب الذي قام بالعملية الجراحية ولم يعلموا منه تفاصيل ما جرى...
«التونسية» تحولت إلى المصحة وهناك رصدنا الذهول والدموع والعويل ولا سيما من والدة الهالكة التي كانت تحيط بسيارة ابنتها بجانب باب المصحة وهي تردد ان رحمة لن تقودها مجددا... الكثير من الاهل لم يقدروا على الحديث ولا الوصف وتركوا المجال لدموعهم وللذكريات مع الهالكة... حالة ابناء المصحة الخاصة كانت تبعث على الألم والتحسر والتعاطف مع اهل الهالكة...
عدم القدرة على رؤية ابنتها في ثلاجة الاموات
والدة رحمة تحوّلت إلى غرفة الأموات بالمصحة لرؤية ابنتها هناك مسجاة وبمجرد فتح باب الثلاجة اخذت في العويل ولم تقدر على ضبط نفسها فتمّ إخراجها في ظروف نفسية صعبة في حين تمكن بعض الأقارب من رؤيتها وقالوا ان رحمة بدت لهم نائمة ولونها يميل إلى الزرقة مع وجود خيوط دم حول الرقبة
نقل الجثمان إلى قسم الطب الشرعي
في حدود الساعة الثانية من بعد ظهر أمس تم اخراج جثمان الهالكة رحمة الكحولي من غرفة الاموات بالمصحة نحو قسم الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس للقيام بتشريح الجثة والوقوف على اسباب الوفاة ويُنتظر ان يتم اخراجها من هذا القسم اليوم قصد دفنها بصفاقس وهي أصيلة المهدية.
رفع الأمر إلى القضاء
تم رفع امر وفاة رحمة إلى القضاء حيث توجهت العائلة إلى شرطة البستان مرجع النظر ثم إلى الفرقة العدلية لصفاقس المدينة للمطالبة بفتح تحقيق في قضية الوفاة وتحديد المسؤوليات كما تم اشعار النيابة العمومية بالموضوع.
الطبيب لا يرد والمكتب مغلق
حاولنا الاتصال بالطبيب الذي اجرى العملية التجميلية على «رحمة» لكنّنا لم نتمكن من ذلك حيث لم يرد على اتصالاتنا الهاتفية وقد تحولنا اليه في عيادته لكنّنا وجدناها مغلقة... ثم عاودنا الاتصال مرارا لتجيبنا سيدة قالت انها تشتغل مساعدة له وما أفادتنا به هو أن الكل حزين ومتألم لما جرى وان تحاليل الفتاة قبل الخضوع إلى الجراحة التجميلية كانت سليمة واضافت ان الجراحة كانت ناجحة وانه لا وجود لخطإ طبي وان العملية التجميلية عادية وبسيطة ولا يتجاوز اجراؤها الساعتين ولفتت إلى ان تعكر الوضع الصحي لرحمة كان خارجا عن نطاق العملية وتعلق بمشكل في الدم الذي لم يتخثر وأنه تم إجراء تدخلات كبيرة من طواقم طبية هم الطبيب الجراح و4 اطباء انعاش وعلى امتداد عديد الساعات لكن القدر لم يمهل الهالكة التي حل أجلها.
12/12/2014
مأساة كبيرة ان تدخل فتاة إلى إحدى المصحات الخاصة بصفاقس وهي تقود سيارتها الرياضية الخاصة ضاحكة لتجري عملية تجميلية لا تتضمن أيّة خطورة على صحتها وتخاطب والدتها بأن تعود إلى المنزل لتناول طعام الغداء ثم تأتي اليها في غرفتها بالمصحة بعد اجراء العملية لتواصلا الضحك والحديث استعدادا للمغادرة والعودة إلى المنزل... ثم تنطفئ فجأة ابتسامة الفتاة وتغلق عينيها إلى الأبد بل لا تخرج من قسم العمليات الجراحية وغرفة الانعاش الطبي الا جثة هامدة بقسم الاموات بالمصحة.
هي صدمة بوقع الصاعقة الكبيرة هبطت على قلب والدة رحمة الكحولي (رحمها الله) السيدة وردة بن عياد وكامل العائلة واصدقاء الهالكة الذين فقدوا في غفلة من الزمن وفي لمح البصر وعن غير موعد ولا انتظار فتاة غالية على قلوبهم... الحزن كان كبيرا وبحجم الجبال... الدموع تسيل مدرارا من المآقي والاسئلة الحارقة تعلقت بالبحث عما جرى وما سبب الوفاة وما الذي جعل عملية تجميلية بسيطة تنتهي بفاجعة كبيرة ورحيل فتاة في مقتبل العمر دخلت ضاحكة مستبشرة ولم تغادر المصحة الا جثة هامدة...
القصّة انطلقت في البداية برغبة الفتاة رحمة الكحولي وهي من مواليد 17 جانفي 1987 في إجراء عملية تجميلية لا تحمل أيّة مخاطر صحية واتصلت بأحد الاطباء المختصين وهو أخصّائي في جراحة التجميل وجراحة الوجه والفكين والحروق وتم الاتفاق على ان تكون العملية الجراحية بإحدى المصحات الخاصة بصفاقس وذلك بعد ظهر أول أمس. وفي حدود الساعة منتصف النهار و45 دقيقة من يوم الاربعاء ركنت الفتاة سيارتها الرياضية السوداء الجديدة بجانب باب المصحة ودخلت ضاحكة وطلبت من أفراد عائلتها أن يعودوا إلى المنزل لتناول طعام الغداء وأن يعودوا إليها في حدود الساعة الثالثة من بعد الظهر ليجدوها في غرفتها... الدقائق بعد الساعة الثالثة بدأت تمر... ثم مرت الساعات ثقيلة ولا خبر للعائلة التي كانت تترقّب وصول الفتاة إلى غرفتها... طال الانتظار اكثر وأخذ القلق يتربص بالنفوس ولا سيما الوالدة المكلومة لتبدأ الاجابات الاولى وهي ان رحمة تعاني من بعض المشاكل الصحية عقب الخضوع للعملية الجراحية وان الاطار الطبي يباشر حالتها... في حدود الساعة الثامنة ليلا تغيرت ملامح الطواقم الطبية لتطل من وجوههم علامات القلق... وهو قلق اصاب قلوب افراد العائلة في الصميم... فالعملية التجميلية البسيطة لم تعد كذلك... وحالة رحمة انقلبت 180 درجة لتصبح حالة خطيرة وبدأ توافد أطباء الإنعاش ليعاضدوا مجهودات الطبيب الجراح وبقية طاقمه... وازداد منسوب التوتر والقلق بنفوس الجميع والعائلة وطلب الطاقم الطبي أكياس دم وحقن تم جلبها وهي باهظة الثمن من مصحة أخرى بأمل انعاش وانقاذ الفتاة... ولكن مع حدود منتصف الليلة الفاصلة بين الاربعاء والخميس فارقت رحمة الدنيا وفقدت العائلة فلذة الكبد ومن قسم الانعاش الطبي تم نقل رحمة إلى غرفة الأموات بالمصحة...
اللافت قبل اجراء الجراحة التجميلية ان رحمة قامت بمختلف التحاليل الطبية المطلوبة قبل الدخول إلى قاعة العمليات الجراحية وكلها تحاليل سليمة ولم تحمل أيّة مؤشرات خطورة...
بحثت العائلة المكلومة عن سبب الوفاة وكانت الاجابة وجود نزيف وعدم تخثر الدم الذي واصل السيلان رغم التعاطي معه بمختلف العقاقير المطلوبة ورغم استعمال اكياس دم اضافية... كان صعبا على العائلة ان تصدق الموت فابنتها كانت بصحة جيدة ولا تعاني من أيّة متاعب صحية وتحاليلها سليمة وهذه الجراحة التجميلية لا تحمل أيّة خطورة...
صدمة ودموع وذهول
كانت الصدمة كبيرة جدا على أفراد العائلة والاصدقاء الذين توافدوا على المصحة الخاصة وكلهم يبكون رحمة ويتساءلون عما جرى لها لا سيما أنهم لم يتمكنوا من التحدث إلى الطبيب الذي قام بالعملية الجراحية ولم يعلموا منه تفاصيل ما جرى...
«التونسية» تحولت إلى المصحة وهناك رصدنا الذهول والدموع والعويل ولا سيما من والدة الهالكة التي كانت تحيط بسيارة ابنتها بجانب باب المصحة وهي تردد ان رحمة لن تقودها مجددا... الكثير من الاهل لم يقدروا على الحديث ولا الوصف وتركوا المجال لدموعهم وللذكريات مع الهالكة... حالة ابناء المصحة الخاصة كانت تبعث على الألم والتحسر والتعاطف مع اهل الهالكة...
عدم القدرة على رؤية ابنتها في ثلاجة الاموات
والدة رحمة تحوّلت إلى غرفة الأموات بالمصحة لرؤية ابنتها هناك مسجاة وبمجرد فتح باب الثلاجة اخذت في العويل ولم تقدر على ضبط نفسها فتمّ إخراجها في ظروف نفسية صعبة في حين تمكن بعض الأقارب من رؤيتها وقالوا ان رحمة بدت لهم نائمة ولونها يميل إلى الزرقة مع وجود خيوط دم حول الرقبة
نقل الجثمان إلى قسم الطب الشرعي
في حدود الساعة الثانية من بعد ظهر أمس تم اخراج جثمان الهالكة رحمة الكحولي من غرفة الاموات بالمصحة نحو قسم الطب الشرعي بالمستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس للقيام بتشريح الجثة والوقوف على اسباب الوفاة ويُنتظر ان يتم اخراجها من هذا القسم اليوم قصد دفنها بصفاقس وهي أصيلة المهدية.
رفع الأمر إلى القضاء
تم رفع امر وفاة رحمة إلى القضاء حيث توجهت العائلة إلى شرطة البستان مرجع النظر ثم إلى الفرقة العدلية لصفاقس المدينة للمطالبة بفتح تحقيق في قضية الوفاة وتحديد المسؤوليات كما تم اشعار النيابة العمومية بالموضوع.
الطبيب لا يرد والمكتب مغلق
حاولنا الاتصال بالطبيب الذي اجرى العملية التجميلية على «رحمة» لكنّنا لم نتمكن من ذلك حيث لم يرد على اتصالاتنا الهاتفية وقد تحولنا اليه في عيادته لكنّنا وجدناها مغلقة... ثم عاودنا الاتصال مرارا لتجيبنا سيدة قالت انها تشتغل مساعدة له وما أفادتنا به هو أن الكل حزين ومتألم لما جرى وان تحاليل الفتاة قبل الخضوع إلى الجراحة التجميلية كانت سليمة واضافت ان الجراحة كانت ناجحة وانه لا وجود لخطإ طبي وان العملية التجميلية عادية وبسيطة ولا يتجاوز اجراؤها الساعتين ولفتت إلى ان تعكر الوضع الصحي لرحمة كان خارجا عن نطاق العملية وتعلق بمشكل في الدم الذي لم يتخثر وأنه تم إجراء تدخلات كبيرة من طواقم طبية هم الطبيب الجراح و4 اطباء انعاش وعلى امتداد عديد الساعات لكن القدر لم يمهل الهالكة التي حل أجلها.
الأبتسمات الأبتسمات