هكذا أنهى طبيب مستشفى سهلول حياة شاب في عمر الزهور
قد يتحول الطبيب إلى وحش منزوع الضمير لا يهمه شيء سوى مصلحته الشخصية فتراه عادة لاهثا وراء تكديس الأموال غير آبه بما يمكن أن يعانيه المريض من الأم بدنية ومعنوية ،ولعل الفاجعة التي جدت بمستشفى سهلول في أواخر شهر جانفي من هذه السنة دليلا على ذلك .محمد كريم مصاب بمرض مزمن بالأمعاء الدقيقة يتمثل في اتساع شرايين تلك الأمعاء مما يجعلها تنزف الدماء فتتعكر حالته الصحية ويصبح في حالة حرجة تتطلب التدخل الفوري قصد زيادة كمية الدم التي نزفت وقد كان يتردد على قسم أمراض المعدة والكبد والأمعاء بمستشفى سهلول الذي يشرف عليه الطبيب سالم العجمي وذلك منذ سنة 2007 لكن بتاريخ 07 جويلية 2011 قام بالاتصال بالقسم المذكور بعد ان تعكرت صحته فرفض الطبيب سالف الذكر قبوله وقال له بالحرف الواحد «مانيش مستعد باش نقبلك في القسم وما عنديش دواء» وأشار عليه بالتوجه إلى مستشفى فرحات حشاد والحال ان حالته تنذر بالخطر ولتجاوز هذا الإشكال من قبل إدارة مستشفى فرحات حشاد تم قبوله مؤقتا بالقسم الاستعجالي وتلقى العلاج بذلك القسم من قبل طبيب تابع لقسم أمراض المعدة والكبد والأمعاء بعد ذلك بفترة تعكرت حالة محمد كريم مرة أخرى فعاد إلى نفس القسم المختص في مرضه التابع لمستشفى سهلول لان الإطار الطبي بمستشفى فرحات حشاد لم يكن متابعا لحالته إلا انه فوجئ مرة أخرى برفضه من قبل رئيس القسم سالم العجمي فزادت حالته الصحية تعكيرا وانهارت معنوياته إلى درجة انه لم يعد يرغب في التداوي بل أصبح يشتهي الموت نتيجة لما الم به من أوجاع وألام وبقي على تلك الحال حتى توفي بتاريخ 31 جانفي 2013 تاركا جبالا من الأسى والحزن في نفوس عائلته وخاصة أمه التي لم تصدق ما حصل لابنها نتيجة الاستهتار واللامبالاة وانعدام الضمير لطبيب كان من المفروض عليه دينا وقانونا وأخلاقا أن يقدم له العلاج حتى ولو كانت الحالة خطيرة جدا وان يحاول دائما الرفع من معنوياته ليس تحطيمها لان الأمور النفسية هي أساس الشفاء ...
قضية تحقيقية
محمد كريم قبل وفاته ولما رفض قبوله رئيس القسم الطبيب سالم العجمي في المرة الأولى اصطحبه والده وقام بشكاية في الغرض لدى وكيل الجمهورية وذلك بتاريخ 18 جويلية 2011 طالبا بفتح بحث جزائي في الغرض وسجلت القضية تحت عدد 11/20969 ثم أحيلت إلى قاضي التحقيق بالمكتب الثالث بالمحكمة الابتدائية بسوسة تحت عدد 6457/3 الذي توصل في قرار ختم البحث الصادر بتاريخ 30 افريل 2012 وارتكازا على كل من شهادة الدكتور منصور مرزوق بصفته مشرفا على القسم الاستعجالي والدكتور علي جماعة بصفته طبيبا مباشرا بقسم أمراض المعدة والكبد والأمعاء الذي يشرف عليه سالم العجمي إلى كون هذا الأخير قد امتنع عن علاج محمد كريم والحال أن مرضه يدخل في اختصاصه وان حالته الصحية زمن تقدمه للمستشفى كانت تنذر بالخطر مما يتجه معه توجيه تهمة الامتناع المحظور على الطبيب سالم العجمي طبق قانون 3 جوان 1966 وإحالته على المجلس الجناحي بالمحكمة الابتدائية بسوسة لمقاضاته من اجل ذلك لكن للأسف الشديد وبالرغم من كل ذلك بقي الوضع على حاله فلم يعاقب الطبيب المذنب بل الأكثر من ذلك انه واصل عدم قبول محمد كريم للعلاج بالقسم المشرف عليه بمستشفى سهلول إلى
حين وافته المنية بعد ان تدهورت حالته الصحية بدنيا ونفسيا...
الأبتسمات الأبتسمات